الحياة برس - يشاهد الكثيرون تلك المواد الإباحية، وتجد أحدهم يصبح مشوه الفكر، وآخر يصير ضعيف الشخصية، وبعضهم يتأثر جسدياً، وغالباً ما يُلقى اللوم على التربية أو ربما إدمان المخدرات وأمور مماثلة. ومع ذلك، قد يكون السبب الحقيقي في كثير من الحالات هو الإدمان، حيث يجد العديد من الشباب أنفسهم متعلقين بهذه المواد بنسبة تصل إلى 90%، وهو ما لم يحدث في الماضي.
يجب ألا نتجاهل حقيقة أن هذا الإدمان يمكن أن يكون نتيجة لتربية خاطئة أو تجارب مؤلمة، أو حتى بسبب الشعور بالملل في عصر يحثُّنا على الحصول على مُريح للهموم بسرعة. إننا نعيش في زمن يطلق عليه "عصر السرعة"، حيث يُطلَب منا أن نحصل على المتعة الفورية والرغبات الفورية. يحاول البعض تحقيق ذلك من خلال مشاهدة الفتيات المثيرات بالفوتوشوب أو التمتع بعلاقات غير واقعية على وسائل التواصل الاجتماعي.
يجد الكثيرون ملاذاً في هذه المواد، حيث يسعون لتلبية احتياجاتهم النفسية والجسدية. لكننا يجب أن نتذكر أن هذا الإدمان مضر ولا يجلب فائدة حقيقية للفرد. ولا يمكننا أن ننكر الآثار السلبية للمحتوى الاباحي وتأثيره الزائف على تصوراتنا للواقع.
وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي، يعتبرون أيضًا إدماناً يمكن أن يؤثر على حياة الأفراد ويحاكمونهم على الشكل والمظاهر ولا يركزون على الجوانب الإيجابية. تعتبر هذه المواقع جزءًا من العالم الرأسمالي المثير، حيث يتم تسويق الأمور بشكل جذاب ومغري.

 أضرار مشاهدة الأفلام الإباحية

دعونا نوضح بعض النقاط:
النقطة الأولى: إن الإدمان على هذه المواد مثل الإدمان على المخدرات، ويجب التعامل معه بجدية وحزم.
النقطة الثانية: المحتوى الاباحي ليس إلا وهم زائف بعيد عن الواقع، ويجب أن نتجنب الوقوع في فخه.
النقطة الثالثة: خلف الكواليس تكمن الكثير من الحقائق القاسية عن هذه الصناعة، حيث تُنتج بطريقة لا تمثل الواقع بتاتاً وتؤثر بشكل سلبي على الممثلين والممثلات وصحتهم النفسية والجسدية، ويتم استخدام مواد صناعية يتناولها الممثلون ويدخلون في مرحلة الادمان مثل المخدرات والفياغرا، كما أن المشاهد قد تعاد أكثر من 10 مرات حتى تخرج بشكل متقن، فلا تصدق ما يحدث فيها.
النقطة الأخيرة: قد تؤدي مشاهدة الأفلام تلك لإصابة الشخص بعدم الثقة بالنفس خلال ممارسته الحقيقية مع زوجته، خاصة عندما يفشل بتنفيذ أي حركة شاهدها ويعتقد أن المشكلة منه، ولكن لا يعلم أن الممثل نفسه تدرب عليها كثيراً وقد أعاد تصويرها مراراً حتى نجح بذلك، بالإضافة إلى أن طول الممارسة بالفيلم لا يأتي بسبب قوة الرجل وفحولته بل لأن تصوير خمس دقائق قد يستغرق عدة ساعات منها الإعادة والتوقف بالإضافة لتناول العقاقير الطبية.
ليس من العيب أن يصاب الإنسان بمرض الإدمان في مرحلة من حياته، ولكنه المسؤول عن تحقيق تعافيه والسعي نحو حياة صحية ومتوازنة بعيداً عن الأفكار الداخلية المدمرة.
calendar_month24/07/2023 12:31 am