الحياة برس - أكد سفير جمهورية الصين الشعبية لدى فلسطين قواه وي، دعم بلاده لمبادرة عقد مؤتمر دولي للسلام، التي طرحها الرئيس محمود عباس.
وقال في كلمته خلال حفل افتراضي نظمته السفارة، اليوم الأحد، لمناسبة العيد الوطني الـ72 لجمهورية الصين الشعبية، إن الصين ترحب وتؤيد مبادرة عقد مؤتمر دولي للسلام التي طرحها الرئيس الفلسطيني في خطابه الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وشدد السفير على أن الصين كانت من أولى الدول التي دعمت حركة المقاومة والتحرر الوطنية الفلسطينية، واعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين، وخلال السنوات الأخيرة وبفضل حرص ورعاية الرئيسين، فإن العلاقات الصينية الفلسطينية تتطور بشكل سريع، ويتقدم التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
وأضاف: "نحرص على الدور الرائد الذي يلعبه التواصل الرفيع المستوى بين البلدين، حيث انعقدت بنجاح قمة الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب السياسية العالمية في السادس من تموز/ يوليو الماضي، بحضور رئيس دولة فلسطين محمود عباس، الذي كان الرئيس العربي الوحيد الذي يلقي خطابًا فيها".
وأكد أن الصين تدعم بشكل دائم قضية الشعب الفلسطيني العادلة، وفي آذار/ مارس الماضي طرح مستشار وزير الدولة الصيني للشؤون الخارجية مبادرة من 5 بنود لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وفي أيار/ مايو قامت الصين بصفتها الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي، بدفع المجلس لمراجعة القضية الفلسطينية لـ5 مرات، وصولاً لإصدار بيان صحفي رئاسي، كما ترأس وزير الخارجية وانغ ايي جلسة علنية طارئة لمجلس الأمن، وفي 18 تموز/ يوليو طرح الوزير أفكارًا من 3 نقاط لتنفيذ حل الدولتين، مؤكدًا أنه السبيل الواقعي الوحيد لحل القضية الفلسطينية.
وأعلن سفير جمهورية الصين الشعبية لدى فلسطين، أن بلاده ومن حرصها على التضامن في مكافحة الجائحة، وتمسكها بمفهوم مجتمع صحي مشترك للبشرية، قامت بتقديم اللقاحات ضد فيروس كورونا لدولة فلسطين الصديقة دعمًا لجهودها في المعركة ضد الجائحة، حيث تبرعت بـ100 ألف جرعة لقاح في آذار/ مارس الماضي، وستقدم مليون جرعة إضافية قريبًا.
وأكد أن العمل جارٍ مع مصر لتقديم 500 ألف جرعة من اللقاح كمساعدة مشتركة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وذلك من خلال مصنع تعبئة اللقاحات الذي تم بناؤه في مصر بالتعاون بين البلدين، إضافة إلى 200 ألف جرعة من اللقاح يتم التبرع بها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا"، ودفعة من أجهزة التنفس الاصطناعي للجانب الفلسطيني بتبرع من وزارة الخارجية الصينية قريبًا.
وأشار إلى حرص بلاده على المضي قدمًا في التعاون الاقتصادي والإنساني مع فلسطين، موضحًا أن العام الجاري شهد عقد اجتماع الدورة الثانية للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني بين البلدين بنجاح رغم تأثير الجائحة، وتم التوصل إلى تفاهمات واسعة حول مكافحة الجائحة، وتطوير التجارة وتعميق الاستثمار وبناء البنى التحتية، وتم توقيع مذكرة تفاهم في مجالات التعاون الإعلامي والغرف التجارية، وتم إنجاز مشروع المدرسة الصينية بمنحة من الحكومة الصينية في رام الله.
وأكد أن الصين ستواصل تقديم ما في وسعها لدعم فلسطين الصديقة، لتطوير الاقتصاد وتحسين معيشة الشعب، الأمر الذي يضفي القوة والدافع على التنمية النشطة والمستدامة للعلاقات بين البلدين.
وشكر السفير قواه وي، الرئيس محمود عباس على برقية التهنئة التي بعث بها للرئيس الصيني شي جين بينغ لمناسبة العيد الوطني الـ72 لجمهورية الصين الشعبية.
من جانبه، تقدم عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، والمفوض العام للعلاقات العربية والصين الشعبية في الحركة، عباس زكي، باسم الرئيس محمود عباس وباسم الشعب في المنافي والشتات إلى الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني الرئيس شي جين بينغ، وإلى الشعب الصيني، بأحر التهاني وأصدق التمنيات لمناسبة العيد الوطني الـ72 لجمهورية الصين الشعبية.
واعتبر أن هذا اليوم يمثل تجسيدا لآمال وتطلعات الشعوب المقهورة على وجه الأرض، بفعل تغول القوى الاستعمارية التي تمارس سياسة الهيمنة والاحتكار والاحتلال وتدمير مقدرات الشعوب، كما أنه يشكّل إيذانًا بفجر جديد للبشرية بفعل الشعارات الخالدة التي اعتمدها الحزب الشيوعي الصيني المناضل، وكرسها كسياسة ثابتة كالتعايش السلمي ورفض سياسات الهيمنة والاحتكار والاحتلال، وهو ما حظي باهتمام كبير من الشعب الفلسطيني الذي وقع عليه العدوان قبل انتصار الثورة الصينية بعام واحد بالاحتلال الإسرائيلي لأرضنا في 15 مايو/ أيار 1948.
وأضاف: "يتزامن احتفالكم بالذكرى الـ72 لتأسيس جمهورية الصين الصديقة، وقد تعاظم دور الصين في كافة المجالات واكتملت فيها كل مرتكزات القوة ذات الصبغة الإنسانية، وكأن الصين وجدت لحماية العالم، فامتلكت القدرة الاقتصادية الهائلة والتكنولوجيا والصناعات الحديثة والعلوم وارتفع شأنها عاليا لتحقيق مكانتها المرموقة بين الأمم".
وأشاد بالإبداع الصيني في مواجهة جائحة "كورونا"، ومد يد العون للعديد من الدول المنكوبة بهذا الوباء العابر للحدود، بإرسال الخبراء والأطباء والأجهزة الطبية، فكانت تلك الإجراءات تأكيدا على توجهات الصين وفق سياسة الحزب الشيوعي والرئيس الصيني بالاهتمام بكل البشرية على وجه الأرض.
وأكد زكي، أن الصين تقدم الدعم لكل قوى التحرر والتقدم سياسيًا ومعنويًا وماديًا دون توقف، وترى مستقبل الصين وحياته الرغيدة مرتبطا بحل مشكلات العالم، وهذه السياسة تتعارض تمامًا مع السياسات الرأسمالية والتي تصبح أهدافها بعيدة عن حقوق الإنسان والقضايا الإنسانية وتتركز في مقدار الربح فقط.
وعلى الصعيد المحلي، أشار إلى تراجع الأوضاع بفعل إنكار الوجود الفلسطيني، خاصة في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وصفقة القرن، وإباحة دم الشعب الفلسطيني بالانحياز الدائم لإسرائيل، الأمر الذي دفع بالرئيس محمود عباس إلى التحدث في خطابه قبل يومين في الدورة الـ76 للجمعية العامة للأمم المتحدة بما يختلف عن خطاباته السابقة، وربط الموقف الفلسطيني بمدة عام كامل للانسحاب الإسرائيلي وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ودون إغلاق الباب أمام المجتمع الدولي لتنفيذ تلك القرارات.
وأوضح عضو اللجنة المركزية لحركة فتح أن الفلسطينيين يملكون البدائل والخيارات المفتوحة، بعد فقدان الشريك الإسرائيلي في عملية السلام، الذي سار بعكس الاتجاه وبالغ بالتطرف الديني وممارسة سياسة الفصل العنصري وبدعم كامل من الولايات المتحدة الأميركية.
وأكد زكي أن الشعب الفلسطيني وقيادته، يعقدان آمالاً كبيرة على دور الصين في تفعيل الحل لأعقد صراع في الشرق الأوسط، بالدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الذي يستحق استراحة مقاتل.
وأضاف ان الصين ستبقى تمثل للفلسطينيين السند والأمل، مختتمًا كلمته باقتباس للرئيس عباس قال فيه: "إذا الصين قوية فنحن أقوياء".

calendar_month26/09/2021 01:00 pm