الحياة برس - منذ وصول دونالد ترامب Donald Trump إلى سدة الحكم في مطلع العام 2017م، شاع استخدم مصطلح "صفقة القرن" إعلامياً ومن ثم بين الكتاب والسياسيين، إشارة إلى تسوية الصراع العربي-الإسرائيلي. حيث صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سوف يعمل على إنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي واعتبر نهاية الصراع بمثابة "صفقة القرن".


ليست هذه العبارة-"صفقة القرن" هي أولى العبارات أو المصطلحات الرنانة في علم السياسة التي يستخدمها السياسيين على مر التاريخ، فقد ظهرت العديد من العبارات والمصطلحات الفكرية والسياسية سابقاً، ولعل أشهرها في القرن الماضي "العالم الحر، ونهاية التاريخ، وصدام الحضارات، والربيع العربي... إلخ".


إن الخطابات واللقاءات السياسية مليئة بالمصطلحات والعبارات. ويبقى السؤال الرئيس: ما هو مضمون وفحوى مصطلح "صفقة القرن"؟ وما هو الجديد؟ وهل هناك فعلاً صفقة سياسية قادمة؟


 للإجابة عن هذه التساؤلات والكشف عن المصطلح ومضامينه السياسية، تنقسم هذه المقالة إلى جزئيين رئيسيين، وهما:


أولاً: التسوية السياسية للصراع العربي-الإسرائيلي

ثانياً: "صفقة القرن" بين الواقع والمتوقع
أولاً: التسوية السياسية للصراع العربي- الإسرائيلي


بعد الحروب العربية- الإسرائيلية، ونتائجها الكارثية التي عمقت إقامة دولة الاحتلال الإسرائيلي وأكدت تراجع الدول العربية، وفي ظل المتغيرات الدولية التي عصفت بالمنطقة العربية وبمنظمة التحرير الفلسطينية اتجهت الدولة العربية إلى عقد اتفاقات سلام مع إسرائيل بدءً بجمهورية مصر العربية بعد حرب أكتوبر 1973م، وعقد اتفاق كامب ديفيد 1978م. ومن ثم تلتها منظمة التحرير الفلسطينية التي اتجهت نحو الواقعية السياسية بدلاً من الرومانسية السياسية في إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية، فقبلت بقرارات الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967م، وعليه دخلت بمفاوضات مباشرة مع الاحتلال توجت باتفاق أوسلو المرحلي عام 1993م. وعندما بدأت مفاوضات الحل النهائي في حوارات كامب ديفيد الثانية 2000م، وضع الاحتلال الشروط وفرض واقعاً جديداً على الأرض. حيث أفرغ الاحتلال الاتفاقات من مضمونها ورفض إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967م. مما جعل الولايات المتحدة الأمريكية ورؤسائها على مر تاريخ الصراع ومفاوضاته بتقديم عدة مبادرات لإتمام عملية السلام كونها الراعي الرسمي لعمية السلام. إذن، ليست "صفقة القرن" هي أولى المبادرات الأمريكية لإنهاء الصراع العربي- الفلسطيني.


على مدار عقدين ونصف من الزمان من عملة التسوية أدخلت الكثير من المستجدات على عملية السلام المتعثرة، أولها الموافقة العربية لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وهي "المبادرة العربية للسلام 2002م"، وقد رفضتها إسرائيل. وكذلك المرونة الفلسطينية في التعاطي مع قضايا الحل النهائي، ومطالبتها الدائمة بتنفيذ اتفاقيات السلام وفق قرارات الشرعية الدولية. في المقابل لم تتعاطي إسرائيل مع المبادرة العربية أو مع الحقوق الفلسطينية المقررة، بل رفضتها واستمرت في منظومة السيطرة على الأرض الفلسطينية ومقدرات الشعب الفلسطيني. هذا التشابك والتعقيد الذي يكتنف عملية السلام، جعل نهاية الاحتلال من الأراضي الفلسطينية بمثابة صفقة كبرى على المستوى الدولي، ليس إلا.


ما هو الجديد؟

لتكملة قراءة الدراسة بشكل كامل اضغط هنا 


calendar_month23/10/2017 11:15 pm