الحياة برس - لم يصدق أبناء الاسكندرية خبر إنتشار مهاجمة غراب لطفل رضيع عمره لا يزيد عن سبعة أيام ووفاته.. جراء هذا الحادث الذى وقع بغرب الإسكندرية بعد واقعة تسلل غراب الي داخل غرفة الرضيع في غفلة من أمه التى تركت نافذة الشباك مفتوحة لينهش جسده.. هذه الواقعة التي أصابت المواطنين بالقلق طرحت تساؤلات عدة حول الأسباب حول عدوانية الطيور والحيوانات وجعلت الخبراء يحذرون خوفاً من تحول هذه الحادثة الي ظاهرة تمثل خطراً على أرواح المواطنين.


بداية نشير إلى أنه منذ عدة أيام أودى غراب بحياة طفل رضيع، عقب تسلله من شرفة منزله ونهشه من رقبته، ما أدى إلى مصرعه متأثرا بجراحه بمستشفى الأميرى الجامعى، جاء ذلك بحسب بيان لمديرية أمن الإسكندرية، وأكدت التحريات الأمنية وقتها صحة الواقعة وعدم وجود شبهة جنائية وراء مصرع الطفل، وكانت والدة الطفل «آدم» تقوم بتربية الطيور المنزلية في شرفة الشقة، وبجوارها أشجار يقطن بها غراب يقوم بالتهام طيورها، وقررت أن تمتنع عن تربية الطيور.

تقول الدكتورة شيرين ذكي رئيس لجنة المتابعة الميدانية في النقابة العامة للأطباء البيطريين، إنها واقعة غريبة تحدث لأول مرة، لأن طائر الغراب لا يمثل خطراً كما أن تكوينه الجسماني لا يصلح لنهش جسم الإنسان، إذ يختلف عن الطيور الجارحة التي تمتلك مخالب ومناقير حادة كالصقور والنسور كما أن الطيور والحيوانات بصفة عامة تتعامل بفطرتها الطبيعية التي خُلقت عليها، والتغيير الذي يطرأ عليها يكون سببه إما مؤثر خارجي أو تدخل بشري، وهو ما يحدث مع الحيوانات التي يتم تدريبها للقيام ببعض الحركات والسلوكيات المختلفة عن طبيعتها في السيرك، مؤكدة أن التلوث البيئي له دور أساسي في هذا التغير، وترجح الدكتورة شيرين أن يكون للترددات والشحنات الكهربائية المنتشرة في الهواء نتيجة وجود أبراج شبكات الهواتف المحمولة دور في تغير سلوك الكائنات الحية مثلما تترك آثارها على الإنسان، بحسب ما أظهرت العديد من الدراسات والأبحاث، وتتسبب في إثارة الطيور وبالتالي تكون أكثر عدائية.

ومن جانبه، يقول اللواء إبراهيم محروس، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، إن الغراب يتغذى على الطيور الصغيرة والجيفة وهو ما يفسر مهاجمته لطفل حديث الولادة غير قادر على الدفاع عن نفسه، مشيرًا إلى أن الغربان تنتشر في المناطق الصحراوية والريفية ذات نسبة التشجير العالية، فيما تبتعد عن المناطق السكنية. ويوضح «محروس» أن دخول الغراب إلى غرفة الطفل الرضيع من خلال النافذة يُعد سلوكاً جديدًا عليه ، فمن المتعارف عليه أنه يخشى الأماكن المغلقة ، ويفضل دائمًا التواجد في أماكن مفتوحة، وهذا ما يتطلب الدراسة العلمية لتلك الظاهرة للوقوف علي أسبابها لحلها ومنع تفاقمها، ويؤكد «محروس» أن التلوث البيئي له دور كبير في تغيير سلوك الحيوان، حيث لاحظ أن انتشار القمامة في الفترة الأخيرة أثر على سلوك القطط والكلاب التي أصبحت أكثر عدائية تجاه المواطنين، وتقوم بمهاجمتهم عند التجمع في المتنزهات والحدائق العامة للحصول على طعام مما يستلزم إتخاذ التدابير اللازمة لرفع القمامة ومنع تكدسها والحفاظ علي النظافة العامة . بينما يري الدكتور راشد رجب، أستاذ مساعد سلوكيات الحيوان بكلية الطب البيطري جامعة الإسكندرية، أن ما فعله الغراب هو بدافع الجوع، فعندما يشعر الحيوان بالجوع الشديد يتخذ سلوكيات غريبة ومخالفة لطبيعته لإشباع رغبة الجوع لديه، وساعده في ذلك كون الطفل حديث الولادة ولا يستطيع المقاومة … وفي النهاية لابد من إتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرار هذه الحادثة المؤسفة.

calendar_month27/08/2017 01:52 pm